اليوم نستكمل باقى المبادئ و الأسس التى وضعها الرب لتلاميذه :
- v تحية و عطية :
علم الرب تلاميذه أنهم حينما يدخلون أى بيت فإن كان البيت مستحقا يحل سلامهم عليه ولكن إن لم يكن مستحقا فيرجع سلامهم إليهم ( مت 10: 12ـ13 ) . وهنا نعلم اهتمام الرب بالسلام فهو ملك السلام و رئيس السلام 00 غير أن السلام ليس مجرد تحية تلقى و لكنه عطية تمنح ، و هذا واضح من ( يحل سلامكم عليه ) .. وهذا ما لاحظناه أيضا من زيارة السيدة العذراء لأليصابات ، فحينما سلمت على أليصابات قالت أليصابات [ فهوذا حين صار صوت سلامك فى أذنى ارتكض الجنين بابتهاج فى بطنى ( لو1: 44) ].. هو عطية يمنحها إنسان يمتلئ قلبه بالسلام لإنسان آخر مستحق له .. فما أجمل أن يحيا الإنسان فى سلام و يحاول أن يجعل غيره يحيا فى سلام .
- v الاستقرار:
أوصى الرب تلاميذه بالاستقرار قائلا [ أية مدينة أو قرية دخلتموها فافحصوا من فيها مستحق و أقيموا هناك حتى تخرجوا (مت10: 11) ] .. ولكن الاستقرار يأتى من الاستمرار . فأى مكان تستمر فيه ستكون مستقرا فيه .. وهكذا إن استمريت فىالصلاة ستستقر فيها . و هكذا الاستمرار فى الصوم و القراءة و حضور الاجتماعات و القداسات و الاعترافات و التناول .. إن الاستقرار هام جدا ؛ فبدونه لا يوجد ثمر .. و كما يقول بستان الرهبان( النبتة كثيرة التنقل لا تثمر ) لذلك فإن كنت تود أن تثمر عليك بالاستقرار ؛ فلا تتشتت و لا تنتقل من فكرة لفكرة و من موضوع لموضوع ، و من مكان لمكان ، و من شخص لشخص .. ولكن استمر تستقر تثمر .
- v حملان لا ذئاب :
[ ها أنا أرسلكم كغنم وسط ذئاب ، فكونوا حكماء كالحيات و بسطاء كالحمام (مت10: 16) ] .. ما هذا العجب ؟! كيف يحيا الغنم وسط الذئاب ؟!! إن ذئبا واحدا كفيل بتشتيت الغنم .. و لكنها وصية إلهية أن تحيا كحمل و الرب قادر على حمايتك .. الذئب يحمى نقسه و يأخذ ما يريد و لكنه منبوذ من الناس .. أما الحمل فلا يحمى نفسه و لا يستطيع أن يأخذ كل ما يريد و لكنه محبوب من الناس .. هو يضحى بنفسه من أجلهم ..ولكن.. كيف يحيا الحمل وسط الذئاب ؟!.. إنه يحتاج إلى حكمة الحيات و بساطة الحمام .. فبدون حكمة لا يمكن أن تقتنى أية فضيلة ولا أن تنمو فيها او تثمر ، و بدون البساطة تتحول الحكمة إلى مكر و خبث و دهاء ..لذلك فكر جيدا كيف تجدد نفسك باستمرار و كيف تحافظ على رأسك ، وفى نفس الوقت كيف تحيا بسيطا فى روح جماعية و حب للكل و وداعة و سلام و تسبيح .
- v احتمال :
أوضح الرب أنهم طالما يعملون الخير و يساعدون الناس على الخلاص و الاقتراب من الله فلا بد أن يجدوا مقاومة من الشيطان و أعوانه ..[ لأنهم سيسلمونكم إلى مجالس و فى مجامعهم يجلدونكم ..و تساقون أمام ولاة وملوك من أجلى شهادة لهم و للأمم ..وسيسلم الأخ أخاه إلى الموت و الأب ولده ، و يقوم الأولاد على والديهم و يقتلونهم ..وتكونون مبغضين من الجميع من أجل اسمى ، و لكن الذى يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص ( مت10: 17ـ22) ]..لو أن الموضوع ألم فقط لم يستطع أحد الاحتمال ، و لكن الاحتمال موجود لأن عناية الله ورعايته وحفظه موجودة ، ولأن بعد الاحتمال هناك الخلاص و الأكاليل ..فقط نصبر إلى المنتهى .
