Image default
مقالاتمقالات نيافة الأنبا تكلا

ستة أجنحة

يوم 30 أغسطس من كل عام نحتفل بعيد نياحة القديس العظيم الأنبا تكلا هيمانوت الحبشى .. و هو من أعظم قديسي الحبشة ، وله مكانة خاصة في كنيستنا القبطية .. ولعل صورته الشهيرة التي يظهر له فيها ستة أجنحة هي موضوعنا في هذا اليوم .. ماذا تعني هذه الأجنحة ؟ :

  • عناية الله :

فالقصة تقول أنه كان يزور ديرًا علي سفح جبل عالٍ ، علي كل من يريد صعوده أو الهبوط عليه أن يربط وسطه بحبل ويتم تحريك الحبل من خلال بكرة كبيرة يحركها راهبان .. وبعد زيارته للدير وعند نزوله انقطع الحبل وجري الرهبان لينظروا .. و إذا بالله ينقذه من خلال هذه الأجنحة الستة ، فيعود اتزانه و ينزل سليمًا وتختفي هذه الأجنحة .. ولعل هذا ليس غريبًا عن الله الذي يحفظ أولاده ومحبيه في كل زمان بطرق وأنواع شتي .. بالفلك .. بالملاكين .. بخروف .. بالضربات العشر .. بملاك يسد أفواه الأسود .. بنزوله فى شكل سحابة تظلل أو عمود نار ينير.. أو نزوله فى الأتون.. إنه هو الذى قال [ ( شعرة من رؤوسكم لا تهلك ( لو 21 : 18 ) ].

  • الارتفاع :

قد تكون الأجنحة أداة للارتفاع .. ولكن لعل ما يرفع الإنسان هو حياته البارة المقدسة و نوال رضى الله و رضى الوالدين [ البر يرفع شأن الأمة وعار الشعوب الخطية ( أم 14 :34 ) ] .. لأنه ما أسهل أن يرتفع الإنسان بأية أجنحة .. فقد يرتفع بأجنحة الفشل والخداع أو أجنحة النميمة و توصيل الكلام ، أو أجنحة الرشاوي والتملق و الرياء .. ولكن هل سيرتفع الإنسان بهذه حقًا ؟‍‍‍  ! .. أم أن هذه الأجنحة غير قادرة علي رفعه إلا إلي مسافة قليلة ثم يبدأ يتهاوي وتكون نهايته أشر من بدايته.

  • الإنتقال :

قد تستخدم الأجنحة في الانتقال من مكان لمكان .. وقد تعني أيضًا أن ينتقل الإنسان من حالة إلي حالة أو من وضع إلي وضع .. فقد تكون الكلمات أحيانًا كالأجنحة ؛ فإن كانت كلمات طيبة مشجعة مباركة مفرحة ، تستطيع أن تنقل الإنسان من الحزن إلي الفرح ، ومن الضيق إلي السعادة ، وتجعل الكلمات من يسمعها كأنه طار إلي السماء من الفرح .. وعلي العكس قد تكون الكلمات سبب حزن وضيق وألم وتنقل الإنسان من الفرح إلي الحزن ، وتطير به ولكن إلي أسفل .. لذلك ما أخطر الكلمات التي قد نقولها دون تدقيق و تسبب انتقالاً لسامعها من حالة إلي حالة أخري.. لذلك قـال الكتـاب : [بكلامك تتبرر وبكلامك تدان . ( مت 12 : 37 ) ] ، [ الجواب اللين يصرف الغضب والكلام الموجع يهيج السخط 0 ( أم 15 : 1 ) ].. و مدح النفس التي تنطق بالكلام الجيد قائلاً :

     [ شفتاك يا عروس تقطران شهدًا  ( نش 4 : 11 ) ] 

  • الشهرة :

قد تكون الأجنحة سبًبا في ارتفاع الإنسان مما يؤدي إلي شهرته .. ولكن قد تكون الشهرة بسبب استخدامه للمواهب التي منحها الله للإنسان .. فقد تكون الأجنحة موهبة الكلام التي تستطيع أن تنقل صاحبها من مكان إلي أماكن كثيرة دون أن يتحرك ، وكذلك موهبة صنع السلام [ طوبي لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون 0( مت 5 : 9 ) ] ، وكذلك عمل الخير والعطف علي الفقراء .. فبهذه الموهبة اشتهر القديس الأنبا أبرآم والقديس الأنبا صرابامون أبو طرحة و المعلم إبراهيم الجوهري .. [ مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ ( أع 20 : 35 ) ] ليتنا نتخذ أجنحة سليمة وصحيحة قادرة أن ترفعنا بالحقيقة إلي الفضيلة و البر ..

Related posts

دوافع شهيد

emdish

قائمة خطيرة ـ العـثرة

emdish

اثنان خير من واحد

emdish

Leave a Comment