لعل من أهم ما يساعد الإنسان على التركيز فى الخدمة و العمل عموما هو ارتياح نفسيته ، و احساسه بأنه غير قلق على حياته أو حياة أسرته وأن هناك من يرعاه و يعتنى به .. وهذا ما فعله الرب مع تلاميذه .
- v الامكانيات:
لا يمكن أن يخدم أو يعمل الإنسان بدون امكانيات ، لذلك فقبل أن يرسل الرب تلاميذه زودهم بالامكانيات التى تساعدهم فى نجاح عملهم .. [ ثم دعا تلاميذه الاثنى عشر و أعطاهم سلطانا على أرواح نجسة حتى يخرجوها ويشفوا كل مرض و كل ضعف ( مت10: 1 ) ] . لاشك أن هذه الامكانيات الروحية تساعدهم فى نجاح خدمتهم و تأييدها .. تلك الامكانيات الروحية التى تقتدر كثيرا فى فعلها ، و التى معها رفض أن يكون هناك امكانيات مادية لكى يظلوا معتمدين عليه وحده و هو الذى يعولهم ، وهذا يجعلهم غير قلقين على مأكل أو مشرب أو ملبس أو تكاليف مادية للخدمة.
- v المعونة:
لقد طمأنهم الرب بأنه لن يتركهم يحاكمون دون أن يدافع عنهم بل هو الذى سيتكلم نيابة عنهم من خلالـهم [ فمتى سلموكم فلا تهتموا كيف أو بما تتكلمون ، لأنكم تعطون فى تلك الساعة ما تتكلمون به لأن لستم أنتم المتكلمين بل روح أبيكم الذى يتكلم فيكم ( مت10: 19ـ 20 ) ] . وهذا أيضا يجعلهم مطمئنين لا يخافون من المواجهات والمحاكمات واثقين أن الرب سيعطيهم كلمة وحكمة لا يستطيع جميع معانديهم أن يقاوموها أو يناقضوها ، كما حدث مع الشهيد استفانوس حين كان يحاكم من خمسة مجامع و مع ذلك قيل [ و لم يقدروا أن يقاوموا الحكمة والروح الذى كان يتكلم به (أع 6: 10) ] . ومن يستطيع أن يقاوم كلمة الله القوية و الفعالة و الأمضى من كل سيف ذى حدين ؟!
- v العناية :
لكى يعطيهم الرب الثقة الكاملة فى عنايته بهم قال لهم [ أليس عصفوران يباعان بفلس و واحد منهما لايسقط على الأرض بدون أبيكم . و أما أنتم فحتى جميع شعور رؤوسكم جميعها محصاة . فلا تخافوا أنتم أفضل من عصافير كثيرة ( مت10: 29 ـ 31 ) ] . إن كان العصفور الذى لا قيمة له فى نظر الناس الرب لا ينساه و لا يمكن أن يسقط إلا بإذن الرب فكم يكون الإنسان المخلوق على صورته و مثاله ، و كم يكون بالأحرى الإنسان الذى يخدم الرب و يتعب لأجله 00 و إن كان الرب يحصى شعور رؤوسنا و لا يمكن أن تسقط شعرة إلا بإذنه فكم يهتم و يعتنى بنا . إننا يجب ألا نضطرب و نقلق و كل هذه العناية موجودة . فلنقل مع داود النبى [ و إن سرت فى وادي ظل الموت لا أخاف شرا لأنك أنت معى ( مز 23 :4 ) ] .
- v الأجرة :
و لكى يعطيهم أيضا ثقة فى أن تعبهم لايضيع قال لهم [ و من سقى أحد هؤلاء الصغار كأس ماء بارد فقط باسم تلميذ فالحق أقول لكم إنه لا يضيع أجره (مت 10: 42 ) ] . حتى كأس الماء البارد الذى لم يبذل فيه أى مجهود لا يضيع أجره فكم يكون التعب من أجل الرب لن يضيع اجره .. فلنتعب ونحن واثقون أن كل تعب من أجل الرب له أجره .. رغم أن الرب هو الذى يعطى الثمر ونحن نقوم فقط بالغرس أو السقى و لكن مع ذلك لن يضيع الأجر [ إذا ليس الغارس شيئا ولا الساقى بل الله الذى ينمى . و الغارس و الساقى هما واحد و لكن كل واحد سيأخذ أجرته بحسب تعبه (1كو 3: 7ـ8 ) ] إذا فلنتعب و نحن واثقون فى أجرة التعب .. و لكن الأجمل أن نتعب من أجل الرب حبا فيه وليس حبا فى أجرة سنأخذها منه .. فالأجرة هى تمتعنا بالتعب من أجله .
